الخميس، 22 أغسطس 2013

(فوائد القهوة من الناحيتين، العضوية والنفسية)

6:10 ص


(فوائد القهوة من الناحيتين، العضوية والنفسية)
-----------------------------------

يعد تخفيض احتمالية الإصابة بتعب الأعصاب أفضل ما في الاستيقاظ صباحا، وذلك فضلا عن تخفيض احتمالية الإصابة بالاكتئآب والسرطان والأمراض القلبية الوعائية الدموية وغيرها من الأمراض.

فقد أصبح من الواضح، وبشكل متزايد، أن شرب القهوة ليس مجرد عادة فحسب، ذلك بأنه قد تم جمع معلومات ضخمة تشير إلى أن هذا المنشط الطبيعي، والذي يعد الأكثر استخداما على النطاق العالمي، يحمل في طياته العديد من الفوائد المتعلقة بالصحتين، النفسية والعضوية. كما وأن اكتشاف فوائد جديدة للقهوة يتزايد بشكل مذهل.

فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة حديثة نشرت في
the New England Journal of Medicine
أن شرب القهوة يقلل من جميع أسباب الوفاة بنسبة تزيد عن 10%، وذلك بعد متابعة المشاركين بالدراسة لمدة 13 عاما.

وبناء بشكل رئيسي على الأخبار الطبية التي قام موقع
Medscape
بتغطيتها، فإن النقاط التالية تعرض الفوائد المحتملة للقهوة من الناحيتين، العضوية والنفسية:

●1● التنكس العصبي:

من المعروف أن شرب القهوة يؤثر بشكل مؤقت على العملية المعرفية، إلا أن بحثا جديدا قد ربط القهوة بتأثيرات أكثر استمرارا وثباتا على الصحة المعرفية، حيث أظهرت دراسة نشرت في
the Journal of Alzheimer's Disease
أن المرضى الذين لديهم خلل معرفي بسيط ومستويات الكافين في مصل دمائهم تزيد عن 1200 نانوغرام/مليليتر--وذلك نتيجة لحصولهم على 3-5 أكواب من القهوة يوميا-- تجنبوا حدوث تفاقم في حالتهم وتحولها للخرف. وقد ظهرت هذه النتائج من خلال متابعة لمجموعة من المرضى تحت هذه الظروف لمدة 2-4 أعوام. وقد أشارت دراسات متماثلة أجريت على الفئران أن الكافين يعمل على كبت إنزيمات متعلقة بإنتاج مادة الأميلويد بيتا، أما القهوة بحد ذاتها، فهي ترفع من مستويات عامل تحفيز الخلية المحببة (G-CSF) والإنترلوكين 10 والإنترلوكين 6 والسيتوكينات، ما يرتبط بهذه الفوائد. ويذكر أن القهوة الكافينية قد عرفت منذ وقت طويل بأنها واقية للأعصاب لدى مصابي الشلل الرعاش، أي ما يسمى أيضا بمرض باركينسون. وقد وجدت أبحاث حديثة أن التنوع في جين مستقبل الجلوتاميت، والذي يحمل رمز
GRIN2A،
يقلل من احتمالية إصابة شاربي القهوة بالشلل الرعاش. علاوة على ذلك، فإن هناك معلومات قد تم تقديمها في العام الحالي في اللقاء السنوي للمجمع الأمريكي للأعصاب أشارت إلى أن شرب 3 أكواب من القهوة يوميا قد يقي من تشكل ما يسمى بأجسام ليوي، والتي تعد علامة على الدلائل المرضية الأولية (ما قبل السريرية) للإصابة بالشلل الرعاش. لكن على الرغم من النتائج المشجعة حول وجود ارتباط ما بين شرب القهوة والإصابة بأمراض التنكس العصبي وتفاقمها، إلا أن الكافين قد ارتبط أيضا بزيادة السن التي قد تبدأ الإصابة فيه بمرض هنتينجتون.

●2● أمراض القلب والأوعية الدموية:

قد يبدو الأمر غريبا، فكيف لمادة تقوم برفع ضغط الدم أن تكون مفيدة للجهاز القلبي الوعائي الدموي؟ فزادة الكافين (البنين) الموجود في القهوة قد يسبب ارتفاعا قصير الأمد لضغط الدم، الأمر الذي يعد عاملا مهما للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية الدموية. كما وأن الحصول طويل الأمد على الكافين قد يسبب ارتفاعا أطول أمدا في ضغط الدم. إلا أنه عند الحصول على هذه المادة عبر شرب القهوة، فإن ارتفاع ضغط الدم يكون قليلا. كما وأن احتمالية الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية الدموية الناجمة عنه من الممكن تعديلها عبر القيام بأساليب وقائية عديدة. ومن الجدير بالذكر أن حبوب البن تحتوي على عناصر مضادة للتأكسد، والتي تقلل من أكسدة الكوليسترول السيء، كما وأنه قد ظهر أن هناك ارتباطا ما بين شرب القهوة والتقليل من تركيزات العمليات الالتهابية. علاوة على ذلك، فإن شرب القهوة باعتدال قد ارتبط في دراسات عديدة بخفض احتمالية الإصابة بأمراض الشريان التاجي، كما وقد وجدت معلومات حديثة أن شرب ما معدله كوبين من القهوة بشكل يومي يقي من السكتات القلبية.

●3● السكتات الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الدماغية:

لا تنتهي فوائد شرب القهوة عند للوصول إلى الدماغ. فبناء على ما وجدته دراسة تحليلية أجريت عام 2011، فإن شرب 1-6 أكواب من القهوة يوميا يقلل من احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة تصل إلى 17%. فضلا عن ذلك، فقد وجد انخفاض في معدل السكتات الدماغية نسبته ما بين ال 22-25% لدى نساء سويديات شاركن بدراسة تحتوي على عدد كبير من النساء اللواتي أجريت متابعتهن لمدة معدلها عشرة أعوام. وعلى الرغم من أن تأثير شرب القهوة على احتمالية إصابة من لديهم أمراضا قلبية وعائية دموية لا زالت قيد التساؤل، فقد وجد من خلال تحليل تم تقديمه في الاجتماع الأوروبي لارتفاع ضغط الدم عام 2012 أن شرب 1-3 أكواب من القهوة يوميا يقي من الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية
ischemic stroke
لدى جميع الفئآت.

●4● مرض السكري وفقدان الوزن:

على الرغم من وجود ارتباط بين شرب القهوة وارتفاع ضغط الدم، إلا أن هذا الشراب المغري يحمل فوائد لعناصر أخرى مما يسمى بمتلازمة الاستقلاب (متلازمة الأيض)، والتي تعرف بأنها العنقود الذي تتكون حباته من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات السكر في الدم والاضطرابات في مستويات الدهون في الدم، فضلا عن البدانة. فقد قامت دراسات عديدة بالربط بين الشرب المنتظم للقهوة وبين تحسين القدرة على استقلاب الجلوكوز وإفراز الإنسولين. كما وقد وجدت أنه يقلل، وبشكل كبير، من احتمالية الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. فضلا عن ذلك، فقد أشارت نتائج أولية لدراسة لا تزال قائمة إلى أن شرب القهوة يساعد في فقدان الوزن. فمن الجدير بالذكر أن من تعالجوا من زيادة الوزن عبر استخدام حبوب القهوة غير المحمصة، والتي أتت على هيئة مكملات، فقدوا نحو ثمانية كيلوغراما خلال 22 أسبوعا. وقد أعرب القائمون على تلك الدراسة أن السبب وراء ذلك قد يكون ناجما عما تحتويه القهوة من حمض الكلوروجينيك، وهي تركيبة نباتية تمتلك خواصا مضادة للتأكسد من شأنها أن تقلل من امتصاص الجسم للسكر.

●5● السرطان:

مع وجود الكثير من المأكولات والمشروبات التي تحوم حولها الشبهات بأنها تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان، من الممكن الاطمئنان إلى أن القهوة ليست منهم، وذلك بناء على معلومات حديثة. فقد أثبتت دلائل أن شرب القهوة باعتدال أو كثرة تقلل من احتمالية الإصابة بالعديد من أشكال السرطان، فشرب 4 أكواب من القهوة يوميا يقلل من احتمالية الإصابة بسرطان بطانة الرحم؛ وشرب 6 أكواب يوميا يقلل من احتمالية الإصابة بسرطان البروستات (الموثة)؛ وشرب 4 أكواب يوميا يقلل من احتمالية الإصابة بسرطان الرأس والعنق؛ وشرب 3 أكواب يوميا يقلل من احتمالية الإصابة بسرطان الخلايا القاعدية، وهو أبسط أشكال سرطان الجلد، وشرب أكثر من 5 أكواب يوميا يقلل من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي سلبي الاستجابة لمستقبلات هرمون الإستروجين. ويذكر أن هذه الخواص من المتوقع أن تكون ناجمة، ولو جزئيا، عن الخواص المضادة للتأكسد والمضادة للتطفر الجيني التي تمتلكها القهوة.


●6● أمراض الكبد:

في الوقت الذي يقوم به الكبد بالمساعدة في تحليل القهوة، تقوم القهوة، في بعض الحالات، بوقاية الكبد. فالدلائل تشير إلى أن شرب القهوة يقلل من سرعة تفاقم التشمع الكبدي الناجم عن الكحول والتهاب الكبد الوبائي من نوع (ج) ( C ). كما وأنه يقلل من احتمالية الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية. ومن الجدير بالذكر أن دراسة أجريت عام 2012 قد وجدت أن شرب القهوة يقلل من احتمالية الإصابة بمرض الكبد الدهني اللاكحولي، وذلك فضلا عن تقليل احتمالية إصابة من لديهم هذا المرض بالتليف الكبدي.

●7● الاكتئآب:

أشارت دراسة أجريت عام 2011 إلى أن دفعة من شرب القهوة قد تكون مفيدة للحالة النفسية. فقد وجد أن النساء اللواتي يشربن 2-3 أكواب من القهوة يوميا كانت احتمالية إصابتهن بالاكتئآب أقل بنسبة تصل إلى 15% مقارنة بمن يشربن أقل من كوب واحد خلال الأسبوع. ومن الجدير بالذكر أن ما تحدثه القهوة من تأثيرات قصيرة الأمد على المزاج قد تكون ناجمة عما تحدثه من تغيرات في نشاط الناقلين العصبيين السيروتونين والدوبامين. أما عن ما تحدثه من تأثيرات طويلة الأمد، فمن المحتمل أن تكون ناجمة عن خواصها المضادة للتأكسد والمضادة للأعراض الالتهابية، ذلك بأنه من المعتقد أن يكون لهذين العاملين دورا بالإصابة بالأمراض الاكتئآبية.


●8● وهذا ليس كل شيء:

وجدت أبحاث بأن شرب القهوة يحسن من متلازمة العين الجافة، وذلك بزيادة إفراز الدموع، كما وأنه يخفض من احمتالية الإصابة بالنقرس، فضلا عن ذلك، فالباحثين يشكون بأنه يحارب الالتهاب، حيث وجد أن القهوة والشاي الساخن يقيان من أكثر الجراثيم إثارة للقلق، والتي تعرف ب
methicillin-resistant Staphylococcus aureus (MRSA).
وعلى الرغم من إنه لم يعرف ما إن كان تأثير هذين المشروبين هو نشاط مضاد للجراثيم في الجهاز التنفسي، إلا أن مشاركي الدراسة الذين كانوا يحصلون على هذين المشروبين كانت احتمالية إصابتهم بالتهاب ناجم عن الجرثومة المذكورة في مجاريهم التنفسية أقل بما يصل إلى النصف مقارنة بغيرهم.

-----------------------------------
(الآثار السلبية للقهوة)
-----------------------------------

كما هو الحال في العديد من أمور الحياة، فإن الفوائد تأتي يدا بيد مع المضار. فشرب القهوة يؤثر سلبا على جوانب عديدة من الصحة العضوية والنفسية. فعلى سبيل المثال، وفضلا عما تسببه القهوة من ارتفاع في ضغط الدم كما ذكر أعلاه، فإنها قد تسبب أيضا القلق والأرق والارتجاف أو تزيد هذه الحالات سوءا. كما وأنه من المحتمل أن تزيد من احتمالية الإصابة بالزرق، وهو داء يصيب العين. فضلا عن ذلك، فإنه من المتوقع أن تضاف متلازمة الانسحاب من الكافين إلى ال
DSM-5.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك حاجة ملحة للمزيد من الأبحاث لتقييم وموازنة فوائد القهوة مع مضارها.

عن موقع
Medscape

شارك الموضوع مع اصدقائك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق